الرئيسية - أقاليم - الأزمة اليمنية.. إلى ماذا تشير الجولات المكوكية في الخليج؟
الأزمة اليمنية.. إلى ماذا تشير الجولات المكوكية في الخليج؟
الساعة 09:43 م (راي اليمن ـيوسف حمود)

تتفاقم الأزمة اليمنية بفصولها الدامية التي تخلف يومياً قتلى وجرحى وفقراً مدقعاً، ودماراً يطول مختلف المناطق اليمنية، حيث تحولت إلى مأساة دامية بعدما فشلت كل الحلول السياسية منذ نحو 7 أعوام.

ومع وصول الإدارة الأمريكية الجديدة إلى الحكم، وتعيين مبعوث خاص يمثلها في الأزمة اليمنية، بدأت واشنطن وبتعاون أممي بالتوجه نحو خطوات متسارعة لإيجاد حلولٍ لإنهاء الحرب وإحلال السلام.

وتجد الولايات المتحدة والأمم المتحدة في دول الخليج السبيل الأمثل للوصول إلى ما يُنهي حرب اليمن، وتحاول عبرها "تكثيف الجهود للضغوط على أطراف الحرب للتوصل إلى سلامٍ دائم"، ينهي التوتر في جنوب الجزيرة العربية.

مبعوثون في الخليج
مع مرور ما يزيد عن الشهر على تولي بايدن الحكم، بدأت تحركات مبعوثه إلى اليمن تيموثي ليندركينغ بشكل مكثف في دول الخليج، منذ تعيينه مطلع فبراير الجاري، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في 22 فبراير 2021، أن مبعوثها ليندركينغ، بدأ زيارة عدد من دول الخليج، ابتداءً من الـ22 من فبراير وحتى 3 مارس المقبل.

ووفق بيان الخارجية، سيلتقي ليندركينغ كبار المسؤولين في المنطقة ومبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيث.

 

ولفتت الخارجية إلى أن مناقشات المبعوث الأمريكي "ستركز على نهج الولايات المتحدة لإنهاء الصراع في اليمن، وإيجاد حل سياسي دائم والإغاثة الإنسانية للشعب اليمني".

كما يجري في الوقت ذاته المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، زيارة إلى السعودية للقاء عددٍ من المسؤولين السعوديين وكذلك اليمنيين؛ لمناقشة آخر التطورات ومن أجل الوصول إلى سلام يلبي تطلّعات الشعب اليمني، وفق بيان صادر عن مكتبه.

وعقب وصوله إلى الرياض، التقى المبعوث الأممي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، والذي أكد الموقف الثابت لمجلس التعاون في دعم اليمن وتعزيز الأمن والاستقرار في ربوعه.

وزيارات يمنية
في المقابل يواصل وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك جولته الخليجية التي بدأها من السعودية والتقى خلالها أيضاً بأمين عام مجلس التعاون الخليجي، حيث يزور العاصمة الإماراتية أبوظبي، في الـ23 من فبراير.

وتهدف الجولة التي تشمل البحرين وقطر والكويت وعُمان، لتنسيق المواقف السياسية، وحشد الدعم لحكومة الكفاءات السياسية، والتنسيق مع الخليجيين وإطلاعهم على المستجدات السياسية، إلى جانب استعراض الفرص والتحديات أمام الحكومة اليمنية.

 

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية عن مصدر يمني قوله: إن الجولة "نتيجة طبيعية للأجواء الإيجابية بعد قمة العلا الخليجية"، والتي شهدت المصالحة بين قطر والسعودية والبحرين والإمارات، في يناير الماضي.

وفي 22 فبراير 2021، التقى "بن مبارك" نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وعقد سلسلة اجتماعات مع سفراء ومبعوثين عرب وغربيين.

إنهاء الحرب
الكاتب والصحفي اليمني، عبد الله المنيفي، يرى أن جولات المبعوثين الأممي والأمريكي إلى الخليج "تشير إلى رغبة دولية في إنهاء الحرب في اليمن، مع الرغبة التي أعلنتها الإدارة الأمريكية الجديدة بعد دخولها البيت الأبيض".

ويوضح في حديثه لـ"الخليج أونلاين" أن ما يجري الآن "نية للقوى الدولية في المساس بمرجعيات الحل السياسي الثلاث المتفق عليها، وتحديداً منها القرار 2216 الذي يمثل قرار الشرعية الدولية".

 

وأضاف: "بالنظر إلى التعامل الناعم للإدارة الأمريكية (الديمقراطية) تجاه إيران فإنه يظهر جلياً أن ذلك ينسحب على المليشيات المحسوبة عليها ومنها الحوثيون، فكان إلغاء قرار إدراجهم في قوائم الإرهاب، كما اعتبرته الخارجية الامريكية، عربوناً لدفع الحوثيين إلى مفاوضات السلام".

وتابع مستدركاً: "لكنه يشي برغبة أمريكية في تمكين الحوثيين من فرض شروطهم وبقائهم قوة معطلة لأي سلطة مستقبلاً".

ويرى أن فرض أي حل سياسي في اليمن "على قواعد لا تنهي أسباب الصراع ما هو إلا تأجيل للحرب بصناعة سلام هش، تبقى فيه الجماعة الممسكة على الزناد هي المتحكم بالمشهد، وهذا له آثاره على الوضع في المنطقة".

تحركات سابقة
لم تكن هذه هي التحركات الوحيدة خلال الشهر الأخير؛ إذ التقى ليندركينغ، في الـ11 من فبراير الجاري، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ووزير خارجيته في الرياض، وسط جهود دبلوماسية مكثفة من إدارة الرئيس بايدن لإنهاء الحرب.

 

كما بحث مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، إنهاء الحرب في اليمن، واستعرض استراتيجيات وقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات، وتنشيط الجهود مع كافة الأطراف للوصول إلى حل دبلوماسي.

والتقى أيضاً وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، في 10 فبراير، من أجل جهود التوصل لحل سياسي في اليمن.

وفي 7 فبراير أيضاً، زار المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتين غريفيث، العاصمة الإيرانية طهران، لأول مرة منذ تعيينه في منصبه، وذلك لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين الإيرانيين بشأن الوضع في اليمن.

حراك دبلوماسي
يتحدث المحلل السياسي اليمني خليل مثنى العُمري عن الحراك الدبلوماسي، سواء ما يقوم به غريفيث من طهران إلى الرياض إلى بروكسل، أو الزيارات المتكررة للمبعوث الأمريكي.

ويقول لـ"الخليج أونلاين": "هناك حراك دبلوماسي نشط للمبعوث الأممي، حيث يسابق الدبلوماسي البريطاني الزمن للم شمل الأطراف اليمنية على طاولة الحوار، على الرغم من أن جماعة الحوثيين ترفض التعاطي مع جهود غريفيث وترفض استقباله في صنعاء".

وأضاف: "إلا أن الدبلوماسية الدولية تعمل من أجل الضغط على الحوثيين لإحضارهم لمفاوضات السلام المقبلة وقبلها وقف الحرب بشكل كامل وفتح المنافذ اليمنية".

ويشير إلى أن جهود غريفيث "تحظى بدعم دولي غير مسبوق من قبل الأمريكيين والأوروبيين مع التغيرات الأخيرة في المشهد الدولي عقب وصول بايدن لسدة البيت الأبيض".

أما فيما يتعلق بزيارات ليندركينغ فيتساءل "العُمري" عن سبب تركيزه على الرياض، وتجاهل الدور الإيراني، معتقداً أن الأمريكيين ينظرون إلى السعودية على أنها سبب حرب اليمن.

ويكمل قائلاً: "زيارتان خلال نصف شهر إلى السعودية، فيما لم نرَ أي تحرك تجاه إيران"، متسائلاً: "إذاً لماذا التركيز على الرياض فقط، هل تريد واشنطن إيقاف الحرب في اليمن، أو فقط إيقاف التحالف العربي بقيادة السعودية؟".

  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن