الرئيسية - أقاليم - مارك لوكوك: لنعمل معاً لتجنّب المجاعة الوشيكة في اليمن
مارك لوكوك: لنعمل معاً لتجنّب المجاعة الوشيكة في اليمن
الساعة 05:11 م (راي اليمن ـ مارك لوكوك)
�علن الرئيس الأميركي جو بايدن، في 4 فبراير (شباط) 2021، الموقف الأميركي الجديد بشأن اليمن، الذي سيركز على حل دبلوماسي للصراع وتخفيف معاناة الشعب اليمني. وتمثل مبادرة بايدن هذه أفضل فرصة حتى الآن لإنهاء الحرب.
الكرة الآن في ملعب الأطراف اليمنية. ويقع على عاتق الحكومة اليمنية، وكذلك الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي وحلفائهم وشركائهم، قرار انتهاز هذه الفرصة، وعلى حلفائهم الإقليميين دفع الجميع لفعل الشيء الصحيح.
يترنَّح اليمن على حافة الهاوية. فقد أدَّت ست سنوات من الصراع إلى مقتل آلاف المدنيين وتدمير الاقتصاد والقطاع العام. هناك اثنان من كل ثلاثة يمنيين بحاجة إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة.
يتعرض اليمن وشعبه للوحشية والإرهاق.
لكن المشكلة الأكثر إلحاحاً في اليمن اليوم هي المجاعة. قد يموت نصف مليون طفل دون سن الخامسة من الجوع في الأسابيع المقبلة إذا لم يحصلوا على علاج عاجل. خمسة ملايين شخص آخرون على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
لعبت دول الخليج العربي دوراً مهماً في توفير التمويل للعملية الإنسانية في اليمن.
في السنوات الأخيرة، كانت المملكة العربية السعودية وعلى الدوام واحدة من أكبر الجهات المانحة، في حين قدمت الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت مساهمات كبيرة.
كان هذا الكرم حاسماً في تجنب المجاعة وإنقاذ ملايين الأرواح هناك قبل عامين. حان الوقت للقيام بذلك مرة أخرى. الوضع الآن أسوأ.
كما أظهرت المملكة العربية السعودية نفسها رائدة عالمياً في تبني نهج مبتكر للمساعدات الإنسانية. وكانت في الطليعة من خلال تقديم الأموال كمنح فردية لوكالات الأمم المتحدة دون شروط. ففي عامي 2018 و2019، تلقت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة أعلى مستويات قياسية من التمويل، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى هذه المساهمات السخية.
أثبت العام الماضي أنه أكثر صعوبة. استمرت الحرب في اليمن، وانتشر الوباء، وكان على وكالات الإغاثة التصدي لتدخل الأطراف المتحاربة.
انخفض تمويل المساعدات بشكل كبير، خصوصاً من دول الخليج العربي المجاورة. ففي العام الماضي، تلقت عمليات وبرامج الإغاثة التابعة للأمم المتحدة ما يقل قليلاً عن ملياري دولار. وهذا أكثر بقليل من نصف ما حصلنا عليه في العام السابق ونصف ما احتجناه. فقد اضطر برنامج الغذاء العالمي، على سبيل المثال، إلى خفض المساعدات الغذائية من 13.5 مليون شخص شهرياً إلى 9 ملايين.
الأطفال يعانون، يُقتلون، أو يُشوهون كل يوم في اليمن بسبب النزاع. هذه ليست اللحظة المناسبة للابتعاد أو التخلي عنهم. لا يوجد طفل يستحق أن يموت من الجوع. إنَّ حرمان طفل جائع من الطعام هو أمر قاسٍ.
لا شك في أنَّ المساعدات المالية تساعد في إنقاذ الأرواح. في حين أنَّ الغذاء وحده لا يستطيع حل المشاكل التي تخلق احتياجات إنسانية في المقام الأول، إلا أنه يزيد من احتمالات السلام. إذا تركت من دون رادع، فسوف يدور الجوع والصراع في دائرة لا تنتهي.
أولئك الذين يمتلكون السلطة في المنطقة يأخذون مسؤولياتهم على محمل الجد للمساعدة في إنهاء الحرب في اليمن.
في 1 مارس (آذار) 2021، تعقد الأمم المتحدة مؤتمر تعهدات المانحين رفيع المستوى لعملية الإغاثة في اليمن لهذا العام.
لا يمكننا الحفاظ على الوضع التمويلي الراهن. إن مزيداً من الأموال لعملية الإغاثة هو الطريقة الأسرع والأكثر فاعلية لمنع حدوث مجاعة واسعة النطاق.
أحث جميع دول الخليج إلى العودة إلى مستويات التمويل لعامي 2018 و2019.
قلة التمويل ستكون كارثيَّة على آفاق السلام في البلاد. الفقر والجوع يغذيان الحرب.
آمل أن يقدم كل من لديه اهتمام باليمن وسائل المساعدة لتجنب المجاعة الجماعية والمساعدة في تقريب السلام.
هذه هي اللحظة المناسبة للتدخل إذا أردنا حماية اليمن من كارثة إنسانية غير مسبوقة.
- وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ

  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن