في زحمة الأسئلة الغزيرة والهويات الصغيرة، ظهر حارس الهوية الوطنية، اللواء محسن مرصع، قائد محور الغيظة، شامخًا يلوّح بيديه الضخمتين كأنهما جناحا نسر الجمهورية، الحارس لسماء اليمن وصحرائه في الشرق العزيز.
المتابعة لما يقوله الرجل، الذي لم يكن معروفًا من قبل لدى النخبة اليمنية، تكشف عن جانبٍ من شخصيته التي لا تتكلم كثيرًا، لكنها تفعل كثيرًا.
يقول في حوار صحفي مع أبين الآن:
“درست في السودان وحصلت على دورات قادة الكتائب، والتدريب صقلني، ومحمود الصبيحي أثر فيّ. بناء الثقة مع المواطن هو خط دفاعنا الأول”.
يرى أن استراتيجية الدفاع الوطنية الأولى تبدأ من إعادة الثقة بين الجيش والمواطن، تلك العلاقة التي تعرضت للتجريف منذ أن تحول بعض قادة الجيش إلى أمراء ميليشيات، وخلعوا “الميري” ليرتدوا ثوب المسيدة.
في كل لحظة اختبار حاسمة، يظهر قائد حقيقي يقول للحظات الانهيار: لا.
ظهر مرصع مرصعاً بثقة المحاربين الشجعان ،
يحرس مع رجاله ثاني أكبر محافظة بعد حضرموت، ظهر في لحظة اختبار حقيقي، لا للقوة وحدها، بل للقانون والدولة، أمام تهديدات “القبيحوثية” التي، للأسف، أخطأ بعض الرفاق في تمييزها، وتخلّوا عن الهوية الجامعة لصالح الهويات الصغيرة.
“أنا قائدكم وأولكم، لن أقول لكم اذهبوا بمفردكم، بل سأقول لكم: الحقوني. وخلّوا المعنويات تناطح السماء. كونوا أبطال. الحوثيون يقاتلون زملاءنا في جميع الجبهات، في مأرب وغيرها، واليوم نقاتلهم في الصحراء”
هكذا تحدث مرصع، فكان صوته ينتشر بين اليمنيين حادًا كالسيف، شامخًا مثل جبل مرارة المهري.وهكذا، ما خرج من القلب، يصل دائمًا إلى القلب، حين يتعلق الأمر بالوطن والمواطن والشرف العسكري .