الرئيسية - أقاليم - الإنشقاقات تربك الجماعة.. استراتيجية الاستقطاب تنجح والحوثيون يفشلون هروب هولاء المسؤولين
الإنشقاقات تربك الجماعة.. استراتيجية الاستقطاب تنجح والحوثيون يفشلون هروب هولاء المسؤولين
الساعة 10:36 ص (رأي اليمن_العربي الجديد )

أشعل التحالف العربي في اليمن، الذي تقوده السعودية والإمارات، إلى جانب القوات الموالية للشرعية اليمنية، جميع الجبهات العسكرية ضد الحوثيين خصوصاً في الحديدة، خلال الأسبوعين الماضيين، في محاولة لكسب وتحرير أكبر قدر ممكن الأراضي اليمنية، ما أثر بشكل كبير على الوضع الداخلي للحوثيين، الذين يواجهون جبهات صراع عدة مع التحالف والشرعية، من بينها جبهة الانشقاقات في صفوفهم.

وبدأت في الفترة الأخيرة تظهر انشقاقات سياسية وعسكرية في صفوف الحوثيين، لكنها لا تبدو معزولة عن دور يقوم به التحالف مع الشرعية.
ووفق معلومات من مصادر عدة، تحدثت مع "العربي الجديد" فإن انشقاق وزير الإعلام، في حكومة الحوثيين، عبدالسلام جابر، قبل أيام وانضمامه إلى صفوف الشرعية، والذي تم بمساعدة وتنسيق مع التحالف والشرعية، يأتي ضمن عملية كبيرة يقوم بها التحالف تستهدف استقطاب قيادات عسكرية وأمنية، ومسؤولين ووزراء، وأعضاء مجلس نواب، فضلاً عن مشائخ قبائل، ودفعهم للانشقاق عن الحوثيين لسحب الدعم من الجماعة وتشديد الطوق عليها بالتزامن مع العمليات العسكرية المشتعلة في مختلف مناطق اليمن، في الشرق والشمال والغرب والوسط.

وبحسب المصادر نفسها، التي تضم مقربين من الحوثيين وكذلك مسؤولين في الشرعية، "فإن من بين المستهدفين موالين للرئيس الراحل علي عبد الله صالح، وأعضاء في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يتزعمه صالح، وأيضاً بعض القيادات والمسؤولين المتحوثيين (وهي صفة تطلق على من انضموا للحوثيين، بدافع التحالفات السياسية، أو لمصالح ذاتية)".
ودفعت المخاوف من تزايد الانشقاقات الحوثيين إلى تشديد الرقابة على الكثير من الشخصيات السياسية، بمن في ذلك أعضاء مجلس النواب الذين لا يزالون في مناطق سيطرة الحوثيين، وأغلبهم ينتمون لحزب المؤتمر يتقدمهم رئيس مجلس النواب يحيى الراعي، المقرّب من الرئيس السابق. كذلك شملت الرقابة موالين لصالح فضلاً عن وناشطين وقيادات ميدانية وإعلامية. كما تم تشديد الإجراءات على قيادات وشخصيات جنوبية، متحالفة مع الجماعة أو التي انضمت إلى صفوف الحوثيين، منذ بداية الانقلاب، وسط تردد معلومات عن وجود توتر في العلاقة بين الطرفين.

وكانت قيادات عدة تمكنت من الهروب، مثل بعض القيادات العسكرية، والصحافيين وغيرهم من المقربين من صالح. ومن بين القادة الذين انشقوا عن الحوثيين خلال الفترة الماضية نجل شقيق صالح، العميد طارق محمد عبدالله صالح، وهو القائد الجديد لحراس الجمهورية المدعوم من التحالف وينتشر في الساحل الغربي، إضافة إلى قائد الأمن المركزي السابق المحسوب على الحوثيين، اللواء فضل القوسي، وأيضاً حافظ معياد وكان مقرباً من صالح، وعينه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قبل فترة رئيساً للجنة الاقتصادية. كذلك انشقت الناشطة في حزب المؤتمر، نوره الجروي، فضلاً عن صحافيين منهم السكرتير الصحافي لصالح، نبيل الصوفي.
كذلك يوجد ضباط وجنود انتقلوا إلى مأرب، أبرز معاقل الشرعية اليمنية، وتم إعادة ترتيب وضعهم. 

في المقابل، تشير معلومات حصلت عليها "العربي الجديد" من مقربين من الحوثيين والشرعية، إلى أن الحوثيين أحبطوا محاولة هروب العديد من القيادات السياسية والعسكرية والأمنية، بما في ذلك محاولة هروب رئيس الوزراء في حكومة الانقلاب عبدالعزيز بن حبتور. كذلك أحبطت الجماعة هروب محافظ تعز السابق المعين من قبلها عبده الجندي، والقيادي في الحراك الجنوبي أحمد القنع.
وتثير عمليات الانشقاقات في صفوف الحوثيين التباينات والانقسامات بين مناصري ومؤيدي التحالف والشرعية. كما تفرض الكثير من التداعيات على الحوثيين، خصوصاً في التوقيت الحالي نتيجة الخسائر التي يتكبدونها ميدانياً.
ويرى فريق من مناصري ومؤيدي التحالف والشرعية أن المنشقين عن الحوثيين هم انتهازيون، وعندما شعروا بقرب هزيمة الجماعة بدأوا بالابتعاد عنها بعدما صمتوا عن الانقلاب، لذا لا يعتمد عليهم. وحذر البعض من هؤلاء من أن تكون حركة الانشقاق هذه خطة من الحوثيين لاختراق الشرعية والتحالف. كما يرفض البعض منهم فكرة قبول المنشقين، خصوصاً في هذا التوقيت، وطالب بعضهم، بعقاب كل المنشقين عن الحوثيين لمشاركتهم في الجرائم التي ارتكبتها الجماعة بحق الشعب والوطن والدولة.

  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن