الرئيسية - أقاليم - المركز الثقافي اليمني بالقاهرة يحتفي بفكرية شحرة في ندوة نقاشية
المركز الثقافي اليمني بالقاهرة يحتفي بفكرية شحرة في ندوة نقاشية
الساعة 06:37 ص (رأي اليمن-عمر العمقي)

لا وقت معين عندي للكتابة ولا طقوس، أجد نفسي فجأة اترك تنور الغاز أو الغسالة واقوم بكتابة مالاح بخاطري سواء كان سطرا أو صفحة من الورق.. هذا ما قالته الكاتبة والرواية اليمنية فكرية شحرة خلال كلمتها في الندوة النقاشية حول رواية "صاحب الإبتسامة" والتي نظمها المركز الثقافي اليمني بالقاهرة.

وفي الندوة التي قدم اوراقها الشاعر والناقد علوان الجيلاني والروائي وليد دماج قالت الأديبة فكرية شحرة بأن أول قصة قصيرة كتبتها وهي في الثانية عشر من العمر، وأن قراءتها للروايات العربية والروايات العالمية المترجمة من الادب الروسي والفرنسي والالماني وغيرها شكل عندها نزعة للكتابة.

وكشفت شحرة بأنها تزوجت في سن مبكرة وهي لاتزال في الصف التاسع واضافت "واكملت دراستي الثانوية والجامعية في بيت زوجي".
ورغم أنها انجبت ستة من الاولاد الا أن ذلك لم يحول دون تحقيق رغبتها في كتابة الاعمال الأدبية.

واشارت شحرة والتي عاشت وترعرت في مسقط رأسها بمحافظة إب بانها لاتقوم بعمل خطة لكتابة الرواية "أنا الرواية تكتبني، لهذا تظهر الشخصيات والاحداث تباعا لا اعرف لماذا بدأت ولا اعرف كيف وصلت للسطر الأخير".

وتفسر شحرة ذلك بقولها: " هناك كتاب يكتبون بارواحهم وقلوبهم..أنا من هذا النوع".

وعن سبب صاحب الابتسامة تقول: "زرت صنعاء في منتصف ديسمبر 2014م للمشاركة في حفل توقيع مجموعتي القصصية، وهناك تلقيت صدمة عنيفة وأنا ارى مليشيات الحوثي وهي تحكم سيطرتها على عاصمة البلاد، شعرت بأن احلامي تتبدد..لقد دمروا احلامنا على المستوى الشخصي، حلمي أن اكون رواية عالمية هاهو يبدو كسراب بعيد المنال".

وفي الندوة التي حضرها نخبة من المثقفين والمفكرين اليمنيين قالت شحرة: " كان عندي رغبة لكتابة رواية عن شخص يشبه أخي حميد - تقصد الصحفي الراحل حميد شحرة - وعندما شرعت في الكتابة وجدت وحيد بطل روايتي..فنسيت حميد وتملكني وحيد".

وكشفت الكاتبة فكرية شحرة بأن العدد الكبير من الشخصيات في رواية صاحب الابتسامة : " كل شخص منهم يمثل شريحة واحدة من اليمنيين".. وعن وفاة اغلب ابطال الرواية تقول: " هو أمر طبيعي لحالة الحرب التي فقدنا فيها الصديق والجار والقريب".
مضيفة بانها لم تقم باخفاء اي شخص من ابطال الرواية قسريا في أشارة لما قامت وتقوم بها مليشيات الحوثي.

وتعتبر رواية صاحب الابتسامة هي وثيقة تاريخية حاول عبرها المؤلف توثيق لأبرز الاحداث والوقائع التي عاشها اليمنيين خلال الحرب "نقلت الواقع بحذافيره عبر شخصيات الرواية المقيمة في صنعاء وعدن وتعز ومأرب والجوف وغيرها" قالت شحرة.


رواية صاحب الابتسامة صدرت في جزأين  الأول عام 2017م  ويقع في 192صفحة من القطع المتوسط ،و الثاني عام 2018م ويقع في 253 صفحة من القطع المتوسط أيضاً.
 
وفي ورقته المعنونه بشاعات الحرب في بدائع السرد قال الشاعر والناقد علوان الجيلاني: "تبدأ الرواية  بتمهيد فلسفي مبسط قبل أن تحتدم أحداثها عند دخول الحوثيين صنعاء ، يرتكز الاشتغال فيها على ثلاثة محاور  المحور الوثائقي الذي يقدم مشهد الحرب في اليمن بكثير من التفاصيل يستوجبها الوضع ويستوجبها السرد نفسه وهو سرد يقدم إدانات قوية لما يحدث من خلال التفاصيل المرعبة للاعتقالات والقتل والقصف والموت الجماعي والمجاعات والخوف والتمزق النفسي وعبث الانسان بالانسان".

واعتبر الجيلاني في ورقته المحور الثاني هو المحور العاطفي الرومانسي المتمثل في علاقة الحب الملتهبة بين بطل الرواية وحيد  وعفراء العدنية  وهو محور وجودي تتحكم فيه الحرب وتطبعه بطابعها قرباً وبعداً.


ومضى الجيلاني في تقسيمه لمحاور الرواية وصولا للمحور الثالث  والذي يتشكل من وقود العمل وهم مجموع الشخصيات حد قوله، "والتي تظهر في العمل هنا وهناك  مثل عبد الله اليمني  أو تعزية الرصيف  أو عاطف صاحب الدكان أو محمد مدرب التنمية البشرية ،أو أحمد النويرة  أو حاتم ومراد وأنورالمجند  أو شايف وسماح حيث يبني  السرد من تلك الشخصيات  سرديات مؤازرة ومساندة كثيراً ما تتأسس بها وجهة النظر تجاه المشهد العام أو المشهد الحياتي الذي يخلقه السرد".


ويضيف الناقد الجيلاني: "شخصيات العمل المساندة لوحيد وعفراء ستبدو حيواتها في أحيان كثيرة  مجرد منصات ينطلق منها الوصف حيث مأساة الشعب اليمني هي البطل الحقيقي لذلك يأخذ وصف الأحداث مساحات هائلة في السرد  والكاتبة وهي تتخفى خلف الشخصيات الساردة لا تستطيع التخلص من مبالاتها المباشرة بما يحدث لدرجة أنها تتخلى مرات عن الروائي الفنان لصالح التوثيق الذي يتقاسمه المؤرخ والصحفي في داخلها 
(الأحداث الأخيرة أزاحت الكثير من ضباب الرؤية حول التهاون في حسم الحرب عسكريا أو سياسياً ؛ تصريحات متوقعة من وزراء الشرعية حول ما يحدث في الخفاء ؛ واستقالة البعض ممن يراهن الشعب على نزاهتهم كالوزير (جباري) جعلت مؤيدي التحالف يعضون أصابع الندم فاللعبة أكبر من مساعدة صديق أو شقيق) ج2 238 
هذا المنحى التوثيقي المباشر سنجده في أماكن وصفحات كثيرة من جزأي الرواية مثلاً في صفحة 118 من الجزء الثاني  يستعرض السرد مجازر طائرات التحالف في أسواق اليمن ومواكب الأعراس وقاعات العزاء وصورة الطفلة بثينة وإحصائيات بعدد قتلى القصف حتى نهاية عام 2016م ، مثال آخر رصد انتفاضة الرئيس السابق على عبد الله صالح ومقتلة والرهبة التي اصابت الناس".


واعتبر الجيلاني بأن المؤلفة نفسها قد ملأت صفحات روايتها الكثيرة بضجيج الجمال والفن والأحاسيس الانسانية النبيلة وكانت مجنونة بشكل كاف لتقدم لنا جنون الحرب وتدين وقائعها المحزنة حد قوله.

هي افضل رواية يمنية على الاطلاق هكذا وصف الروائي وليد دماج الكاتبة والروائية فكرية شحرة.


وقال دماج وهو روائي يمني مرموق "أن الرواية من أجمل الروايات التي توثق للمرحلة وان الراوية لغتها وعباراتها جزيلة".

مستدركا بقوله: "إلا أنها اكثرت من التقريرية بسبب نزعتها الصحفية".


ووفقا لمداخلات عدد من المشاركين في الندوة فأن رواية صاحب الابتسامة ستبقى خالدة في ذاكرة الادب اليمني بتوثيقها لتفاصيل الحرب في اليمن فهي لم تغفل شيئا من ما عانه اليمنيين في هذه المرحلة فتجد نفسك في نقطة ابو هاشم برداع وتنشل الضحايا من وسط مدينة تعز تتجول في مأرب وترشف الشاي العدني بكريتر.

حيث يرى الكثير بأن كاتبة الرواية لم تغفل شيء من معاناة اليمنيين بسبب هذه الحرب التي اشعلتها مليشيات الحوثي فمن معاناة السجناء والمشردين وجرحى الحرب واستبسال ابطال الجيش والرعب الذي يسكن المدنيين بصنعاء إلى غيرها من الاحداث السياسية والاقتصادية والمعيشية والتطورات العسكرية على ارض الميدان.


الجدير بالذكر بأن الكاتبة والروائية فكرية شحرة تمثل حالة فريدة كونها أول ريفية عربية تخوض مجال الادب والثقافة ورصيدها الادبي ثلاث روايات  "عبير انثى" و" قلب حاف" و"صاحب الابتسامة" اضافة إلى مجموعتين قصصيتين.

  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن