الرئيسية - صحافة - قراءة في تحالفات الدول الإسلامية عقب قمة كواللمبور
قراءة في تحالفات الدول الإسلامية عقب قمة كواللمبور
الساعة 11:13 م (د.محمد إقبال محمد هدى _خليل محمد أحمد )

تطورات مفاجئة حدثت بعد شهرين من انعقاد القمة الإسلامية المصغرة في كواللمبور والتي اثارت جدلاً كبيرا ، القمة التي انعقدت في العاصمة الماليزية، من الأربعاء 18 كانون الأول/ ديسمبر، وحتى السبت 21 من الشهر ذاته، وفتحت نقاشا ساخنا  حول ما اذا كانت القمة تتعارض مع منظمة المؤتمر الإسلامي وأهدافها .

 

خان معتذراً في كواللمبور

بداية فبراير الجاري عاد رئيس وزراء باكستان عمران خان الى كواللمبور وهو الذي اعتذر عن حضور القمة الإسلامية المصغرة التي كان من أبرز الداعيين لها، قال خان " بعض الأصدقاء ضللني ولم أحضر قمة كوالالمبور؛ لأنهم رأوا أن حضوري لها سيؤدي إلى تقسيم الأمة.."

تناولت قناة الجزيرة القطرية ما اعتبرته طعنة في الظهر من الرياض لإسلام اباد ، حيث رفضت ادراج قضية كشمير ضمن جدول أعمال اجتماع وزاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي واستقبال كبير لرئيس وزراء الهند ، العدو الكبير لباكستان في الرياض وأبو ظبي ، وتساءلت عن جدوى الرهان على الرياض وأبو ظبي في ملفات إسلامية خالصة، كما دفعهم للتساؤل بأثر رجعي عن جدوى التغيب عن قمة كوالالمبور، وما إذا كان على إسلام آباد أن تخوض معارك الرياض، بينما تُخذل وترى نفسها وحيدة أمام خطط الهند.

 

ونقلت قناة الجزيرة عن الكاتب والمحلل السياسي عمر عياصرة إن الباكستانيين خاب ظنهم في السعودية تحديدا لسببين: الأول يتعلق بموقف المملكة من القضية الكشميرية والتقارب السعودي الإماراتي من الهند بما يهدد أمن إسلام آباد القومي. أما السبب الثاني فيتمثل في ابتزاز السعودية لباكستان -وهي دولة نووية قوية- والضغط عليها لعدم حضور قمة كوالالمبور المصغرة الأخيرة.

 

وأضاف عياصرة أن الباكستانيين بدؤوا يفكرون في تنويع خياراتهم والاقتراب أكثر من تركيا وماليزيا دون خروجهم النهائي من تحالفهم مع السعوديين، بمعنى انهم ينتهجون سياسة الإسترضاء لجميع التحالفات .

اردوغان في اسلام اباد

ترك الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وراءه جبهات وطار الى إسلام آباد، وتلك زيارة مقررة وإن تزامنت مع ملفات تزداد تعقيدا على طاولة أردوغان، لكن ما هو راهن من تحديات طرأت لا يقل أهمية، وربما لا ينفصل عما هو استراتيجي في حرب المحاور التي تعتبر أنقرة في خضمها.

في ديسمبر الماضي، اضطر خان لأن يخلف خان وعده بحضور قمة إسلامية مصغرة في ماليزيا، عقدت القمة بحضور الرئيسين الإيراني والتركي وأمير دولة قطر ورئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد، وتخلف عنها خان، وأرجع أردوغان سبب ذلك حينها إلى تهديدات من الرياض بسحب الودائع السعودية من البنك المركزي الباكستاني، وطرد نحو 4 ملايين عامل باكستاني.

عادت اسلام اباد في منتصف فبراير إلى استقبال أردوغان وبحفاوة لإعادة ضبط التحالفات في الإقليم، وفقا لأجندة دولها وبما يخدم ويلبي مصالحها، حيث استقبل رئيس الوزراء الباكستاني “عمران خان”، في “إسلام آباد” الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”.

وكشفت صحيفة المونيتور الأمريكية، عن تطورات العلاقات التركية - الباكستانية، مشيرة إلى أن باكستان أصبحت شريكًا استراتيجيًا لتركيا.وقالت الصحيفة الأمريكية، إن هذه الزيارة هي الثانية لأردوغان إلى باكستان منذ أن أصبح رئيسًا لتركيا في 2014.

وتشير هذه الزيارة إلى توسيع العلاقات بين تركيا وباكستان، جيث عقد أردوغان ووفد من رجال الأعمال الأتراك وكبار المستثمرين محادثات تجارية شاملة مع نظرائهم الباكستانيين، ويمكن الانتهاء من الاتفاقيات الهامة المختلفة، فضلًا عن مناقشة زيادة العلاقات العسكرية بين البلدين، وفي هذه الزيارة، سينظر المسؤولون وربما يوقعون اتفاقية لمنح الجنسية المزدوجة للأتراك والباكستانيين.

فيما قال رئيس الوزراء عمران خان، مؤخرًا، إنه يعتزم إشراك تركيا في المشروعات المتعلقة بالممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وأن إدراج أنقرة في المشروع الضخم يمكن أن يفتح إمكانيات جديدة، كما ذكر خان أن باكستان تحتاج إلى مساعدة تركيا في مجال التعدين ونقل التكنولوجيا في مختلف المجالات، لذلك يمكن توقع مشاريع مشتركة في بعض القطاعات الجديدة.
 

في السابق، كانت إسلام أباد قد عرضت على الرياض الفرصة لتصبح شريكًا ثالثًا في مشروعها الشامل مع الصين، الآن يتم تقديم عرض مماثل لأنقرة، وحافظت باكستان بالفعل على توازن دقيق في علاقتها مع طهران والرياض، إلا أن تركيا ظهرت في الصورة مؤخرًا.

وقال ميخائيل تانشوم، زميل بارز في المعهد النمساوي للسياسة الأمنية الأوروبية، "إن التعاون الدفاعي المزدهر بين تركيا وباكستان يمثل تحديًا لسيادة العلاقة السعودية الباكستانية في الشؤون الخارجية الباكستانية، لأن تركيا منتج صاعد للأسلحة، والعلاقة العميقة بين أنقرة وإسلام أباد تشكل تنويعًا استراتيجيًا للشركاء من جانب باكستان ".

وأضاف: "ومع ذلك، لا تستطيع تركيا في حد ذاتها التنافس مع المملكة العربية السعودية من حيث العلاقة الاقتصادية والمالية القائمة بين الرياض وإسلام أباد".

ومن المحتمل أن تحاول باكستان موازنة علاقاتها مع كل من أنقرة والرياض، الآن، لتركيا أهدافها الاستراتيجية الخاصة وباكستان هي حلقة وصل مهمة في هذه المعادلة، لكن الحفاظ على الوضع الراهن لا يزال هو الخيار العملي الأمثل لإسلام أباد.

 

غياب السعودية

وفي الوقت الذي حضر فيه هذه القمة، زعماء كل من تركيا وإيران وقطر وماليزيا، قررت السعودية الغياب عنها، كما أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أنها عملت عبر الضغط، على الحيلولة دون حضور باكستان واندونيسيا للقمة.

 

ورغم رسالة الاعتذار، التي أرسلتها السعودية متضمنة أسباب عدم حضورها، إلا أن مراقبين رأوا أن السبب الحقيقي، هو استشعار الرياض أن القمة مثلت محاولة، لإيجاد قيادة جديدة للعالم الإسلامي، وكذلك مشاركة إران صاحبة الدور العنيف المعلوم في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وكذلك لطريقة سلطاتها العنيفة في معالجة الاحتجاجات الشعبية في بلادها .

وكانت السعودية قد قالت في رسالتها، إن سبب قرارها عدم الحضور، هو أن القمة ليست الساحة المناسبة لطرح القضايا التي تهم مسلمي العالم، البالغ عددهم 1.75 مليار نسمة، في حين نقلت رويترز عن مصدر سعودي قوله، إن المملكة تلقت دعوة للحضور لكنها لن تحضر إلا إذا عقدت القمة تحت رعاية منظمة التعاون الإسلامي.

وكان مهاتير محمد، رئيس الوزراء الماليزي، قداوضح أن بلاده لا تقصد عقد قمة كوالالمبور 2019 لتولي دور منظمة التعاون الإسلامي، مؤكدا ان أوضح ذلك في مكالمة مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وتابع محمد وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الماليزية الرسمية في تعقيب على المكالمة المرئية مع الملك سلمان: " من الأفضل أن تستمر السعودية لعب دورها.. إن ماليزيا صغيرة للغاية لتتكلف الدور المعني.. القمة تهدف إلى إيجاد حلول جديدة للأمة الإسلامية".

وتابع قائلا: "إن الملك سلمان يفكر أن القضايا التي تهم الأمة الإسلامية من الأفضل مناقشتها في اجتماعات تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي بدلاً من أن يناقشها جزء صغير من أعضاء المنظمة.. إذا نظمت السعودية أية قمة لمناقشة الأمر ذاته، فنحن على استعداد للحضور.."

 

  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن