تشهد الأوضاع في حضرموت حالة غليان غير مسبوقة، وسط تحشيدات لقوات مسلحة من أطراف مختلفة داخل المحافظة، ما يثير مخاوف من انفجار عسكري قريب.
تشير المصادر إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي أرسل تعزيزات ضخمة خلال الساعات الماضية، وتمركزت في ضواحي مدينة المكلا (عاصمة المحافظة) وعدة مناطق ساحلية. هذه التعزيزات، بحسب المصادر، تهدف إلى دعم ما يُعرف بـقوات الدعم الأمني — وهي قوات مرتبطة بالمجلس الانتقالي، يقودها صالح ابن الشيخ أبوبكر.
في المقابل، يدير حلف قبائل حضرموت بقيادة عمرو بن حبريش ما يُعرف بـقوات حماية حضرموت — تشكيل قبلي مسلح أعلن عنه في ديسمبر 2024، ثم بدأ بتجنيد دفعات جديدة وتوسيع نفوذه خلال 2025.
المصادر تؤكد أنّ التوتر بلغ ذروته بعد مناوشات وقعت في منطقة العليب بين “قوات حماية حضرموت” من جهة و“قوات الدعم الأمني” من جهة أخرى، وهو ما أسفر عن سقوط قتيلين وعدة جرحى — ما أثار مخاوف من انزلاق الأمور إلى مواجهة عسكرية أوسع.
في هذا السياق، دعا “بن حبريش” إلى اجتماع قبلي موسّع يوم الخميس في منطقة العليب، بمشاركة وجهاء ومقادمة القبائل، في خطوة يراها مراقبون «تحشيداً قبليّاً» وربما «استعداداً لمواجهة»، بينما تؤكد “الدعم الأمني” أنها ستتصدى لأي محاولة للتمدد المسلح خارج الإطار الذي تراه “شرعياً”.
ماذا يعني هذا التصعيد؟
وجود تعزيزات كبيرة قادمة من خارج حضرموت — متفاوتة بين باصات نقل جماعي مدعمة بمدرعات — يشير إلى أن الوضع لا يقتصر على مزاحمة محلية، بل على تدخل أوسع من قوى بعيدة.
تشكيل “قوات حماية حضرموت” بتجنيد فعلي وعرض عسكري – أمر ينقل الصراع من مجرد خلاف سياسي/قبلي إلى صراع مسلح على الأرض.
المناوشات الأخيرة في العليب تُعد تنبيهاً خطيراً: السلاح استخدم، والقتلى سقطوا — ما يجعل السيناريو العسكري أمراً واقعياً ليس استطرادياً.
: هل “تنفجر الأوضاع”؟
المعطيات كلها — تحشيد، تجهيز، قوات على الأرض، صدامات بالفعل — تجعل من احتمال انزلاق حضرموت إلى مواجهة عسكرية واسعة أكثر من وارد. يبدو أن طرفي النزاع، المجلس الانتقالي من جهة، وحلف القبائل من جهة أخرى، يستعدّان لمعركة قد تغيّر خارطة السيطرة في المحافظة.
مع ذلك، يبقى احتمال التهدئة — ولو مؤقتة — مفتوحاً إذا تدخلت وساطات قبلية أو سياسية أو ضغطت الجهات الرسمية لوقف التجنيد والتحشيد. لكن المؤشرات الحالية مقلقة جداً







