سنة يمنية جديدة..تقدير موقف
الساعة 12:32 م

 

تطل علينا السنة اليمنية الجديدة 2136حميرية الموافق 2020ميلادية في ظروف عصيبة تمر بها الأمة اليمنية ومنعطف تاريخي  هام نعيشة في ظل هذا الإجتياح من العدو التاريخي لليمن المليشيات الهاشمية السلالية التي كانت ومازلت مسمار صدئ في قلب الأمة اليمنية منذ أن وطأت قدم أول قرشي تراب اليمن الطاهر حاملا إيدلوجية الإحتلال الناعم والعنيف والذي ومنذ ذلك اليوم واليمن تعيش فصول مأساوية دائمة، تطل علينا مجددا كل فترة وأخرى لترتكب أبشع الجرائم اللانسانية ضد كل ماهو يمني مخلفة دماء وجراح ودمار في الأرواح والمعالم الحضارية اليمنية.

منذ خمس سنوات وإنقلاب  21سبتمبر المشؤوم وهذه الجماعة السلالية ترتكب مجازر على كل المستويات ومختلف الأصعدة حتى الجانب الفكري وما تقوم به من أدلجة للمناهج الدراسية وللعقول واستخدام المساجد كأدوات لتكريس نهجها وفكرها وعقيدتها بالضد من كل ماهو يمني وكل ماله علاقة بتاريخ اليمن وحضاراتها التي ينبغي أن تكون ملهمة للأجيال ،فلقد تم تغيبها بشكل ممنهج في الجامع والمدرسة والفضاء العام وحتى على مستوى المدارس والمتشفيات والمرافق العامة.

أنه لمن المؤسف أن تطل علينا السنة اليمنية  الجديدة ولاتزال الجبهة الشرعية المقاومة لهذا الأحتلال المكتمل الأركان، مخلخلة بهذا الشكل الذي لم يعد ينبئ بأي ملامح للعودة مجددا الى التوحد خلف قضية واحدة وهي قضية اليمنيين الأساسية إستعادة الدولة والجمهورية وبناء الدولة اليمنية الحديثة القائمة على أسس علمية ومؤسسات دولة حقيقية تحقق العدالة الإجتماعية والمساواة والمواطنة وتهد السلّم الإجتماعي الذي قسم المجتمع بطريقة متخلفة إلى درجات بدائية جدا، أن هذا التمزق الحاصل في جبهة الشرعية والقائم على اساس مشاريع صغيرة لجماعات عابرة للحدود ومتجاوزة اللتراب الوطني ومتغافلة لقضية اليمنيين الأسياسية ضرب جبهة المقاومة في مقتل وحولها تماما عن هدفها الأساسي إلى أهداف صغيرة وحروب جزئية عبثية مما أتاح للأمامة بالتمدد وتحقيق انتصارات ضاعفت من يأس اليمنيين من إستعادة حلمهم وجمهوريتهم.


أن هذا الوضع الذي نعيشة اليوم يجب ان لايستمر، حيث أصبحت جبهة الشرعية في وضع الدفاع فقط أمام المليشيات الحوثية السلالية بينما تقف في وضع الهجوم ضد بعضها في المناطق المحررة، والمتتبع للخارطة العسكرية حالية يرى بوضوح أن الشرعية تكاد تغيب وتختفي تماما في الشمال فلم يعد هناك سوى محافظة مأرب وهي في حالة حرب وأجزاء في تعز والحديدة والعود  في محافظة إب الواقعة على الحدود من محافظة الضالع، نستنتج من هذا الوضع القائم أنه إذا لم يكن هناك جدية وإعادة تقييم للموقف والمبادرة بالتحرك والهجوم وتحرير محافظات ومناطق أوسع فأن السيناريو القادم سيكون إنتكاسة كبيرة ومعيبة تاريخيا بحق اليمن واليمنيين.

كل الأحزاب السياسية الحالية تقف تحت عبائة الشرعية وفي نفس الوقت تتقاتل فيما بينها ولا يوجد من يعيد توجيه البوصلة نحو المعركة الاساسية وإنقاذ ملايين اليمنيين القابعين تحت سطوة المليشات الهاشيمة السلالية، وهنا يأتي دور الحركة القومية اليمنية أقيال والتي ينبغي أن تكرس كل جهودها في إجلاء الصورة الحقيقية للمعركة الأساسية وإجبار جبهة الشرعية المقاومة على أعادة توجيه أسلحتها صوب العدو الأساسي والتاريخي لليمن وتأجيل أي قضايا أخرى أو خلافات بين اليمنيين حتى يتم استعادة صعناء وإسقاط هذه المليشيا السلالية وهزيمتها هزيمة تاريخية بحيث لا تفكر أن تعود بعدها أبدا.

الدور على الأقيال كبير والمهمة عظيمة وعلينا أن ندرك أن أي انتصار تحققه هذه المليشا على حساب تخلخل جبهة الشرعية هو ضياع خمسين سنة قادمة لدور الأمة اليمنية من استعادة دورها الريادي والحضاري والثقافي والتنموي.

فلتكن هذه السنة اليمنية الجديدة بداية جيدة نعيد فيها حسابتنا وتقييم مواقفنا ولنوجه دعواتنا لكل الأطراف بأن عليهم أن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية وأن يدركوا حقيقة هذا المشروع الهاشمي السلالي وكيف يجب أن يكون الخلاص منه هو أولى أولياتنا.

عاش نضال الأمة اليمنية 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن