عن ذكرى ثورة فبراير وأشياء أخرى!
الساعة 01:16 م

في مدينة أنيقة بألمانيا تقطن قيادات من نظام علي صالح وعائلاتها، إستقروا في مجمع فلل فخم لمشاهدة البلاد التي أحرقوها بحقد استمدوه من الامبراطور الروماني نيرون .أشعلوا الحرائق في أيلول الأسود من 2014 بعدما شهدت البلاد استقراراً سياسياً واقتصادياً نسبياً.

بالقرب منهم يقع كامب للاجئين من مختلف أنحاء العالم ، يقطن فيه مجموعة من شباب الثورة اليمنية 2011 ، عبروا بحار الموت في محاولة للوصول لحلم يبقيهم على قيد الحياة بعد أن تم اغتيال حلمهم من تحالف نظام مليشياوي ومليشيات منظمة .

هناك فرق بين يعيش أحدهم في كامب للاجئين في الصومال او المانيا او اثيوبيا أو حتى كندا وحيداً غريباً يصارع للبقاء على قيد الحياة والحصول على اوراق هوية  ويظل في قلق من صعود اليمين المتطرف وبين أن يلوي دول العالم لمراكمة ارباح مشاريعه الاستثمارية وعقاراته الفخمة التي نُهبت من قوت اليمنيين .

حينما دخل الحوثيون صنعاء في ديسمبر 2014، كانت ألأطقم التابعة لعمار صالح والممتلئة بالملثمين تقتحم كل منزل فيه أحد من شباب الثورة أو من نشطائها ..كنتُ في صنعاء أراقب المداهمات الليلية في كل حارة ..عملية انتقام بشعة نفذتها كتائب عمار صالح والحوثي ولاحظها كل من في صنعاء حينها .

في ذلك الوقت ، كان فتحي بن لزرق ونبيل الصوفي وشلة بورجي يكتبون عن عملية محدودة لتنقية صنعاء من بيت الأحمر وقوات علي محسن ..مارسَ الازرق عملية غسل منظم لجرائم سوداء ارتكبت بحق كل من شارك في ثورة فبراير بصنعاء ..إستمر بن لزرق في التحشيد المناطقي بشكل مرعب وحرض الناس في المحافظات الجنوبية ضد ابناء الشمال الأمر الذي احدث شروخاً عميقة في المجتمع اليمني قبل أن يجتاح تحالف صنعاء عدن ويمسح مدنها بالمدفعية.

كان لدينا حلم وبلاد ..إغتالوا الحلم وسلموا البلاد ، يذرفون دموع الكذب اليوم عليها محملين شباب الثورة مسؤولية إسقاطها بينما هم يتنعمون في دول العالم بمليارات الدولارات التي نهبوها ..ويتنعمون بالداخل بالجبابات والرسوم ونهب اليمنيين في ممارسات تنفذها عصاباتهم ومن المال الذي يأتيهم من دول اقليمية ..اسألو فتحي بن لزرق من منحه مطبعه ومبنى وميزاينات وسيارات ولماذا ضاقت عدن بصحفي من شباب الثورة اسمه احمد ماهر واتسعت له؟

اسألوا عن ملاك الاستثمارات في مصر والإمارات واوروبا وماليزيا واثيوبيا وتركيا والسعودية سوف تصدمون من الإجابة..

نعم .هنالك عدة شخصيات استفادت فعلاً من ثورة فبراير  وهولاء ليسوا الثورة وليسوا الشعب وليسوا شبابها الذين دفعوا الثمن باهظاً لعملية انتقام وتحريض قاسية وكانوا ولا يزالون على قدر كبير من الوعي والمسؤولية في تقدم الصفوف في الداخل والخارج لحمايةالحلم في وجود دولة حقيقية وقوية بجيشها ومؤسساتها ..دولة يحكمها صندوق الانتخابات وليس صالح وعائلته أو الحوثي وسلالته أو الانتقالي وقريته..

هنالك فرق بين توكل كرمان، الناشطة الأبرز في الثورة اليمنية، التي تتواجد اليوم في كل مكان من البلاد المحترقة لتحاول بإمكانياتها ترميم ما أمكن من هذا الدمار الحاصل وبين يحيى صالح الذي يتنعم من اموال اليمنيين ويتنقل بين مختلف عواصم العالم.

الثورة هي حلم بالتغيير والمساواة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص ، حينما خرج لينكولن للشارع قال لدي حلم..حلم اليمنيون وخرجوا للشوارع مثلما خرج  لينكولن ومثلما خرج الفرنسيون قبلهم وخرج الامريكيون والهنود والتونسيون وكل شعوب الأرض ..الحلم بالتغيير ليس جريمة ..

نجحت الثورة اليمنية في البداية قبل أن تتعرض لعملية إغتيال وحشية من الحوثي وصالح وبدعم اقليمي .ولهذا فإن تاريخ انهيار الدولة اليمنية والريال اليمني والجيش اليمني والحكومة اليمنية والسيادة اليمنية وتحول صنعاء الى خرابة مهجورة كان في سبتمبر 2014 وليس في فبراير 2011 ومن يتحمل مسؤولية الخراب هو التحالف المليشاوي بين رئيس سابق وإمامي سابق .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن