عن الإختراق الحوثي للعند
الساعة 08:03 م

 

تتصاعد تداعيات الهجمة الجوية التي شنها الحوثيون على قاعدة عسكرية للجيش الوطني ،الخميس الماضي، والتي أدت لسقوط عدد من القتلى بينهم رئيس الاستخبارات اليمنية اللواء محمد صالح طماح وإصابة قادة عسكريين بارزين. 

 آثار الإختراق كانت ستصل لمستوى الكارثة، اذا ما نجحت الطائرة المسيرة في الوصول للمنصة حيث يجلس قادة الجيش اليمني لحضور عرض عسكري في أقوى القواعد العسكرية. 

في يناير من العام الماضي، استهدف الحوثيون رئيس الأركان السابق اللواء طاهر العقيلي، بمتفجرات عن بعد زرعت في طريقه بالجوف وما تزال اصابته الى اليوم، وفي العام 2019 وفي التوقيت ذاته استهدف الحوثيون في محافظة لحج جنوب اليمن رئيس الأركان الجديد الفريق عبدالله النخعي. 

الحوثي يخوض حرباً بلا هوادة، ومن الطبيعي ان يستخدم كافة الوسائل للنيل من خصومه، كما هو ايضا من حق الجيش اليمني استهداف قادة الحوثيين وتجمعاتهم وهذه حرب لا مجال فيها لحسن النوايا وبيانات التنديد من الطرفين.

الرئيس عبدربه منصور هادي وصف الحادثة بالإجرامية، أثناء زيارته محافظ لحج المصاب ومدير الكلية العسكرية الذين يتلقون العلاج في مستشفى عسكري سعودي بالرياض، فيما دعا المبعوث الأممي غريفيث لضبط النفس وعدم التصعيد، وادانت الحادثة كلا من واشنطن ولندن.
 
الحوثيون وحلفاؤهم سارعوا من جانبهم للإحتفاء بهذه الضربة التي استهدفت العند ، متحدثهم الرسمي قال ان لديهم مخزون كبير من الطائرات المسيرة "قاصف 2K"، وهي حادثة استغلتها الجماعة لتعويض ما خسرته من معنويات خلال هزائم متلاحقة تعرضت له في الساحل الغربي والبيضاء ودمت وسط اليمن. 

و تعتبر قاعدة العند أكبر قاعدة جوية عسكرية في اليمن، وتقع في لحج، على بعد 60 كيلومتر شمال عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة لها، بناها الاتحاد السوفيتي إبان الحرب الباردة في عهد الدولة الجنوبية السابقة أوائل ثمانينيات القرن الماضي.

وعلى عكس شهرتها بأنها قاعدة اسطورية ودائما ما تردد هناك عبارة "العند عنيدة" ، الا انها لم تكن كذلك في الحرب التي كانت ساحة لها خلال الفترة الماضية، فخلال حرب الإنفصال في 1994 استطاعت قوات الرئيس السابق علي صالح اقتحامها بعد يومين فقط من الاشتباكات، فيما لم تصمد اربع ساعات امام زحف قوات صالح والحوثي في 2015 وفيها تم أسر وزير الدفاع اللواء الصبيحي وقائد المنطقة الرابعة حينها اللواء فيصل رجب.

أثبت هجوم العند الأخير ضعف الجاهزية لبعض وحدات الجيش من كافة النواحي، خاصة في كبرى قواعده العسكرية، حيث ظلت الطائرة الصغيرة المحملة بالبارود تحوم وتصدر صوتا والحراسة تشاهدها دون ان يستهدفها أحد ويعتبرها جسم معادي وغريب!

اعتقد ان الإختراق لم يكن عسكريا فقط، كان اختراقا اعلاميا ايضا ،حيث قامت الكاميرات عبر التواصل الاجتماعي والفضائيات التابعة للشرعية ببث كل تفاصيل الهجوم بدون التعامل مع الحادثة بحس وطني وأمني. 


وعقب الإنفجار ظهر اللواء ثابت جواس قائد القاعدة العسكرية الجوية لينفي في مقطع مصور سقوط مصابين من القادة العسكريين في ارتباك واضح للقيادات في لحظات صعبة وعدم القدرة على التعامل معها. 

من الناحية الطبية لم يكن هناك سيارات اسعاف ولا طواقم طبية، استغرق اسعاف الجرحى وقتا طويلا ، نسوا انهم في معركة وان العند ليست بعيدة من معارك الجند، وان متفجرات الحوثي فوق رؤوس الجميع.
 
 اختراق الحوثي للعند ليس الأول ولن يكون الأخير امام جماعة لا تترك شبرا الا وحولته الى الغام وبارود، الأمر الذي يحتم على القادة العسكريين ان يتحملوا مسؤولية كبيرة في الحفاظ على الجاهزية القتالية  فأنتم في حالة حرب والتساهل يكلف الكثير.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن