عندما نقول الإصلاح ليس للتعصب الحزبي ولا كرها في الإصلاح  بل لأنه الكيان الوحيد الذي لم ينقسم وهوا الأكثر حاضنة شعبية والأكثر تضحية .

الدولة الحديثة التي خرج الشباب من أجل المطالبة بها والتضحية من أجلها هي دولة المواطنة والمساواة التي يعيش فيها الجميع بتساو في الحقوق والواجبات، وهي دولة المؤسسات والفصل بين السلطات، ولآننا في وضع حرب وفي مرحلة تأسيس لمؤسسات الدولة فإنه ينبغي أن يكون بناء مؤسسات حقيقية لا صورية يكون فيها القانون فوق الجميع. 

قد تكون المكونات السياسية والحزبية نجحت في تأسيس لبعض مؤسسات الدولة في مدينة مارب لكنها ليست بالشكل المطلوب ولا بالمستوى الذي يطمح إليه المواطنون ..!!!

اثبتت تعز بتضحيات أبناءها فإنها تمثل العمود الفقري للجمهورية والقلب النابض للوحدة وأنها الصمام الآمن لثورة 27 سبتمبر و 14 من اكتوبر وهي الرائدة و المجددة لهذه الثورات والمتمثلة  بثورة فبراير ، ولأننا نحبها وننتمي إليها سوف نقول هذه النصائح من قلب محب ، ولأن الإصلاح هوا المسيطر والمتحكم بزمام الأمور في هذه المدينة ورغم العمل الدؤوب والمتواصل لبناء مؤسسات الدولة الا إننا نرى في ذلك اخفاق كبير فعلى سبيل المثال الخدمات الضرورية التي يلمسها المواطن كل يوم !!
القمامة التي تكتظ بها شوارع وحارات المدينة ، مشروع المياة الذي لم يفعل ...الخ.
اما بالنسبة للجانب الأمني فالخروقات التي حدثت وتحدث كل يوم من اقتحام للمباني المدنية من جامعات ومستشفيات بل ربما يصل الأمر الى الإعتداء على مقر شرطة عسكرية او مقر قيادة المحور من قبل مجموعات مسلحة تنضوي تحت مؤسسة الجيش والأمن الوطني ، بل يصل الأمر إلى أن يحاصر منزل قائد المحور من قبل مجموعات مسلحة معروفة للجميع.

تضحيات أبناء تعز خاصة تستحق أن تبناء فيها مؤسسات الدولة بناء وطني خالص ، مؤسسات دولة تمثل طموحات ابناء هذه المدينة ، دولة فاعلة في مؤسساتها و قادرة على توفير الخدمات الضرورية للمواطن وحل الإشكالات الداخلية ، صحيح أن هناك جهود  تبذل من أجل بناء مؤسسات لكنها ليست بالمستوى المطلوب ، وكذلك الفساد الحاصل على مستوى المحافظة. 

ان تورد 2مليار ريال لحساب شخص المحافظ ، وان تورد 2 مليار ريال الى حساب شخص قائد المحور، لا لجنة رقابية ولا لجنة مالية و لا حسيب ولا رقيب ، وكذلك الفساد الحاصل في مصلحة الضرائب ليتم نهبها وتقسمها بين هوامير المحافظة ، وكذلك في مصلحة الهجرة والجوازات ليتم المتاجرة بالجواز الواحد ليصل إلى 100الف ريال.
وقضية الجرحى  التي هيا وصمة عار في جبين المسؤولين في الشرعية، حتى اننا نستطيع نطلق عليها (مؤسسات صورية اهون من بيت العنكبوت) .
اما بالنسبة للمؤسسات على مستوى الجمهورية 
ماينطبق على محافظة تعز يجب أن ينطبق على كل المحافظات ، وهي تلك الطموحات التي خرج يطالب بها الشباب في ثورة فبراير  بدولة مدنية تكون  مؤسساتها قادرة على التعامل  مع شأنها الداخلي و محيطها الإقليمي والدولي،  مؤسسات تحفظ لليمن سيادته وحدة أراضية ، وتقيم علاقات مع جميع دول العالم على أساس المصالح المشتركة، دولة تشارك بفاعلية في حفظ الأمن والسلم والاستقرار العالمي كما أن اليمن جزء من العالم فيجب ان تسعد وتنعم بما يسعد به العالم.

صحيح اننا في وضع احتراب داخلي ولأننا في وضع استثنائي، فإن الدولة الوليدة تتعرض إلى عملية المخاض الكبرى وتواجهها العديد من التحديات التي تعترض طريقها، يأتي في مقدمتها تحدي التفكك العرقي والمذهبي وهوا الحاصل في بلدنا اليوم  والذي يفكك ويقسم الدولة إلى طوائف دينية وسياسية تجعل من المجتمع مجموعة من القطاعات متعددة "البواصل" .

يجب ان تجتمع المكونات السياسية والحزبية على كلمة سواء والحد من الصراع الداخلي ، وان لا نسمح أن يكون الاستقطاب الداخلي والخارجي وتحت التمويل الخارجي، والذي يلهب حالة الصراع ليتحول إلى الاقتتال والذي يبدأ ناعما وينتهي صلبا ليدمر كل  مقدرات المجتمع فتضيع فرصة بناء مؤسسات الدولة. هذه هي الدولة المدنية الحديثة التي تعد خلاصة لطموحات  الفكر البشري اليمني.
 في مقابل ما تم تقديمه أثناء هذا التحول وعلى مقدور نجاحك في هذه المرحلة حتما سوف تنجح في المراحل المقبلة.