من سراييفو !
الساعة 11:57 م

سراييفو ..الإسم الحاضر في الذاكرة الإنسانية القريبة كمدينة تعرضت لمأساة الحصار والمجازر الرهيبة التي ارتكبها الصرب بحق البوسنيين..مدينة الأمل وجسر التواصل بين الشرق والغرب.

توقفت الحرب في البوسنة بفعل تدخل النيتو وصلابة المقاومة البوسنية بعد خمس سنوات من اندلاعها في التسعينات..وهناك جلس الفرقاء الصرب والكرواتيون والبوسنيون في باريس للإتفاق على طي صفحة الماضي العنيف والعبور للمستقبل.

من الجو يمكنك مشاهدة الغابات الكثيفة والجبال الخضراء التي تحيط بالمدينة مثل إسوار معلق على عنق فتاة بوشناقية ..حينما تقترب من المدينة تبدو جميلة مثل شمس تسللت من بين السحب الكثيفة .

تهبط الطائرة الكرواتية ذات الصوت المزعج مثل مجنزرة قديمة من الاتحاد السوفيتي مطار سراييفو. تستقبلك موظفة الجوازات التي تجلس في كونتيرة صغيرة بإبتسامة هادئة ..تمنح تاشيرات الدخول دون أسئلة.

حينما تصل المطار تظن للوهلة الأولى انك في مطار خليجي ، حيث تنتشر اللوحات العربية والارشادات والاعلانات الخاصة بالعقارات وأعلام الدول الخليجية.

فتشت عن العلم اليمني بين الإعلام المعلقة في الشوارع بفضول الطفل الريفي الذي غنى لسراييفو صغيرا ..فتشت عن الثلاثة الألوان بين الوان العملات الصعبة والنفط فلم أجده..علم منسي وشعب منسي وبلد يقاوم مؤمرات الوكلاء لمحوه من الخارطة .

يمتقع وجهك وانت تقابل السؤال المتكرر ..وير از يمن؟ .البلد ذو خمسة الف سنة حضارة لم يعد يعرفه احد في عالم لا يهتم سوى بمؤشرات البورصة وارتفاع الاسهم .

بدت سرايفو وجهة مفضلة للخليجيين ..لم يعد لديهم الرغبة بزيارة تركيا التي كشرت عن انيابها ضد السياح والمقيمين واللاجئين والزاىرين.هكذا يبدو الأمر 

في المطار ، كان السائق البوسني الذي ينتظرني يتحدث العربية بطلاقة ..سلمت عليه وسألته: اين درست العربية..في المدرسة .اجاب .العربية لغة ثانية في المدرسة والشارع والمؤسسات البوسنية.

وكان لرمزية سراييفو التاريخية كمدينة نهضت من تحت الركام دور في إختيارها مكاناً للمؤتمر العربي الدولي -التحول الديمقراطي الذي شارك فيه العشرات من السياسيين العرب والنشطاء والإعلاميين الذي نظمه المجلس العربي خلال ٧-٨ اكتوبر الجاري.

في سراييفو ..لا يمكنك تجاهل "نفق الحياة" وانت النفق الذي امتد 800 متر لإنقاذ مدينة سراييفو بسكانها الذين بلغ عددهم نصف مليون نسمة من حصار الصرب  1992 الذي يعتبر اطول حصار في اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية..

في وسط المدنية تجد مسجد الأمبراطور وهو أول مسجد بناه العثمانيون في عهد محمد الفاتح ، وعلى مقربة منه يقع "سبيل" وهو معلم تاريخي قديم يقدم فيه الماء للغرباء والحمام .

وفي البوسنة أيضاً لا يمكن أن تنسى جسر الوصل بين الشرق والغرب والقائد والمفكر الرئيس علي عزت بيجوفيتش رئيس البوسنة ..من بداياته الأولى في منزل عائلة بوسنية وهو يلقي خطاباته الثورية للناس الى هجعته الاخيرة في مقبرة البلدة ..

أبرز مقولاته:

الإنسان لا يستطيع أن يكون مسلما ويبقى متخلفا
علي عزت بيجوفيتش, 

-في التاريخ، النوايا الطيبة لا تؤدي دائمًا إلى عواقب جيدة
-الثقافة هي تأثير الدين على الإنسان أو تأثير الأنسان على نفسه بينما الحضارة هي تأثير الذكاء على الطبيعة أو العالم الخارجي .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن